خزه المتقرر [1] (27 ب) بيده من أيام والده وهو بصرى وأعمالها والسّواد [2] وبلاده فأجابه الى ذلك وحلفا جميعا، فتسلم السلطان الملك الكامل دمشق ودخل إليها في العشر الأول من شهر جمادى الأولى [3] من هذه السنة، وأمر بنقل الأشرف من دار رضوان الى تربته بالكلاسة، وتوجه الصالح اسماعيل الى بعلبك.
وفيها توجه السلطان الملك الكامل لحصار حماة وحمص، فلما بلغ المجاهد [4] صاحب حمص، أرسل رسولا الى سيف الدين ابن قليج [5] وكان من أكابر أمراء الدولة وعظمائها، وهو يسأله أن يتلطف بالسلطان ويعطفه أن يحسن في تدبير أمره وأن يضمن عنه كلّ ما يختاره الكامل وأن يقرر عليه مالا في كل سنة ثم سير ولده الصالح والحريم يدخلون على الملك الكامل، وسير صحبتهم تقادم كثيرة، فلما وصل الى ابن قليج الخبر، نهض وقام وتدخل وعمل جهده ووصل ولد صاحب حمص والنساء، فلم يصلوا حتى قضى الأمير ابن قليج الشغل وأصلح الحال على أنّه يحمل في كل سنة إلى خزانة السلطان ألفيألف درهم، فعفا [6] عنه واستقر الحال على ذلك.
[الوفيات]
وفيها مات السلطان علاء الدين كيقباذ ابن كيخسرو ملك الروم، كان ملكا عظيما ملك الروم بأجمعه [7]، وكان مهابا حازما عادلا حسن العقيدة كثير الخير، مقبلا على من يقصده لين الجانب لرعيته، وتسلطن بعده ولده السلطان غياث الدين وحلفت له الأمراء وأكابر الدولة واستمر أمره. (28 أ) وفيها دخلوا [8] التتار أطراف بلاد الروم وقتلوا بها خلقا [9] كثيرا [1] في الأصل: خبره المستقرة، التصويب من ابن العميد في المصدر السابق. [2] السّواد: ناحية قرب البلقاء سميت بذلك لسواد حجارتها، معجم البلدان 3/ 174. [3] جمادى الآخر عند ابن العميد في:
B .E .O,T .XV .P .143 [4] هو الملك المجاهد أسد الدين شيركوه الحفيد ورد ذكره سابقا. [5] سيف الدين علي بن قليج عند ابن العميد في المصدر السابق. أما ابن واصل فيرسم اسمه بابن قليج وهو أحد أمراء حلب. مفرج الكروب 5/ 171. [6] حول هذا العفو هناك تشابه في الإيراد مع ابن العميد في المصدر السابق وأيضا في السلوك ج 1 ق 1، ص 299 ما يشبه ذلك اما ابن واصل وأبو الفداء فيشيران الى عدم عفو الكامل عن الملك المجاهد صاحب حمص، قارن في مفرج الكروب 5/ 153، والمختصر 3/ 161. [7] سبق وأورد ابن دقماق ترجمته في سياق أحداث سنة 634 هـ ويبدو انه وقع في خطأ التكرار. [8] كذا في الأصل والصواب دخل. [9] في الأصل: خلق.